في قلب أنقرة، وخلف أبواب مغلقة تماماً، تُنسج خيوط المستقبل السوري. لقاء وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم مع المبعوث الأمريكي الخاص توماس باراك، وبشكل لافت، مع مستشار الأمن القومي ومستشار ترمب "سباستيان غوركا"، ليس مجرد بروتوكول دبلوماسي روتيني.
إنه العقل المدبر للاستراتيجية الأمريكية الجديدة وهو يجلس وجهاً لوجه مع الأتراك. الصمت المطبق الذي فرضته الخارجية التركية حول "فحوى المباحثات" هو بحد ذاته خبر؛ إنه يؤكد ثقل ما يُناقش.
هذا الاجتماع لا يمكن فصله عن المبادرة "التاريخية" التي روّج لها غوركا سابقاً: الدفع بـ "الحكومة السورية الجديدة" (بقيادة أحمد الشرع)، وإطلاق مشروع إعادة إعمار هائل بتمويل سعودي تركي قطري.
ما يحدث اليوم هو "ضبط الإيقاع" بين واشنطن وأنقرة لضمان نجاح هذه الخطة، ومواجهة الإرهاب، والأهم، منع أي "نزعات انفصالية" قد تُشعل حرباً أهلية جديدة. إنها ليست مجرد محادثات، بل هي هندسة مباشرة لمرحلة ما بعد الأسد، ترسم الآن في أنقرة.



مرحباً، من فضلك، لا ترسل رسائل عشوائية في التعليقات