في قاعة محكمة كوبلنتس، لم يعد الماضي مجرد ذكريات أليمة، بل أصبح لائحة اتهام حية تلاحق الجناة. اليوم، وقفت ألمانيا مجدداً كحصن للعدالة العالمية، مفتتحة محاكمة خمسة رجال (فلسطينيين-سوريين) ظنوا أن جرائمهم دُفنت تحت ركام الحرب.
هؤلاء، الذين كانوا تروساً في آلة القمع التابعة للمخابرات العسكرية وميليشيات "النظام السابق" بين 2012 و2014، يواجهون اليوم "أشباح" ضحاياهم. التهمة الأقسى التي تدمي القلوب هي قمع مظاهرة 13 تموز 2012، التي انتهت بإزهاق أرواح 6 مدنيين، بينهم طفل لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، اغتيلت أحلامه بدم بارد.
استناداً لمبدأ "الولاية القضائية العالمية"، تؤكد برلين أن الجغرافيا لا تحمي "مجرمي الحرب"، وأن الزمن لا يسقط حق الضحايا. إنها رسالة مدوية لكل ناجٍ: صوتك مسموع، والعدالة، وإن تأخرت، فإنها آتية لتقتص من القتلة أينما هربوا.



مرحباً، من فضلك، لا ترسل رسائل عشوائية في التعليقات