في تجربة بصرية تخترق المألوف، يتحول الحرف العربي من مجرد أداة للكتابة إلى كائن حي ينبض بالذاكرة والموسيقى والروحانية.
هذا المعرض لا يقدم خطاً تقليدياً، بل سردية بصرية مدهشة حيث لا تُقرأ الحروف، بل تُحس وتُسمع. هنا، يمزج الفنان أحمد الياس "وجع الحرب" بحروف مسمارية ونبطية، مستخدماً ألواناً باردة تعكس حزناً عميقاً على تراث جريح.
وفي المقابل، يعزف الدكتور محمد غنوم والراحل نذير نصر الله "سمفونية بصرية"، حيث تتحرر الحروف لتصبح نوتات موسيقية تتراقص في الفضاء، كاسرةً جمود القواعد التقليدية.
وبينما يأخذنا أحمد كمال في رحلة "نستالجيا" خريفية عبر الخط الكوفي المفعم بعبق الزمن والكآبة الشاعرية، تحلق ريم قبطان بالحرف نحو "التصوف الكوني" حيث يندمج مع الوجود.
هذا المعرض ليس مجرد لوحات؛ إنه حوار وجودي عميق بين الأصالة والمعاصرة، ومحاولة فنية جريئة لاستعادة الهوية الثقافية وترميم الروح الجمعية عبر أبجدية الجمال والألم.



مرحباً، من فضلك، لا ترسل رسائل عشوائية في التعليقات